“ماما بينات” أو قبر الرومية قصة “هولندية” في سواحل بني حواء

“ماما بينات” أو قبر الرومية قصة “هولندية” في سواحل بني حواء

وقفنا في هذا العدد الثقافي ، على إحدى المعالم التاريخية المتواجدة بولاية الشلف ويتعلق الأمربضريح ”ماما بينات”  والمعروف بالتسمية المحلية “قبر الرومية “. و المتواجد بإقليم بلدية بني حواء 90 كلم بالجهة الشمالية الشرقية من  مدينة  الشلف .و حوالي 160 كلم غرب الجزائر العاصمة ،أين اعتمدنا في إعداد هذا الملف على بعض الرويات المعرفة بالمنطقة والأخرى من بعض المتديات .

حيث يعتبر قبر الرومية من المعالم التاريخية المشهورة بالجهة الساحلية الغربية للعاصمة وخاصة بالجهة الساحلية لولاية الشلف .و لمن يريد زيارة هذا المعلم التاريخي لا يجد صعوبة في ذلك ،وعليه فقط التوجه الى مدينة بني حواء الساحلية والمشهورة بكرم الضيافة و طيبة سكانها وحبهم للمساعدة و التضامن و يميلون الى أحياء التراث و العادات والتقاليد .

”ماما بينات” ورفيقاتها الست كان يقمن دار الإسلام

وما يقال ويرى أو ما يردد من أفواه السكان وبعض الرويات ، حول ضريح ”ماما بينات” أو كما يحلو للسكان الأصليين تسميتها “قبر الرومية “،تعود قصتها حسب بعض الرويات ، فإن السفينة ”البنال” تعرضت لعاصفة عاتية في طريقها إلى ”سان دومينيك” .مما اضطر ربان السفينة إلى الرسو بمركبه في خليج صغير بعدما خسر الاسطول الكثير من سفنه وركابه وفقا للتقرير الذي بعث به القائد للسلطات العسكرية.

فيما اتجه من كتب له النجاة إلى دار الإسلام وهي زواية قرآنية خاصة بالمتصوفين من اهل المنطقة. وكان من بين الناجين ”ماما بينات” التي اقترن اسمها بمنطقة بني حواء الساحلية، حيث يتواجد ضريحها الذي أصبح من بين المعالم الأثرية والسياحية هناك.

هولندية تحكم بين حواء بالشرع ذلك أن ”ماما بينات” ورفيقاتها الست طالبن بالإقامة في دار الإسلام نظرا لكرم الضيافة من الأهالي والترحاب، ما جعلهن يتزوجن من المسلمين إلا واحدة منهن أبت الزواج رغم اعتناقها الإسلام، وكانت رائعة الجمال، ومع مرور الوقت أصبحت من المتميزات بحكمتها وثقافتها مما أهلها لأن تكون عضوا من جماعة حكماء المنطقة، وكانت هذه السيدة هي ”ماما بينات”.

وعاشت ”ماما بينات” في مجتمعها الجديد بين إخوان يجمعهم الاسلام بكل سموه وعدالته، ما جعلها تركن ماضيها في زاوية من ذاكرتها وتعيش للنور فقط الذي ملأ قلبها وفاض عليها جمالا ووقارا وأصبحت من أعيان المنطقة. ومهما فاض بها الحنين إلى طواحين الريح والصقيع، كان دفء الإسلام وجمال المنطقة يعوضها حنين الوطن. إلى أن جاء أجلها لتلتحق بالرفيق الاعلى،

ماما بينات إعتنقت الإسلام رفقة إخوتهن الخمسة

 حيث تم دفنها في منطقة بني حواء التي تقع شمال عاصمة الشلف قرب منحدر ليس ببعيد عن البحر في المكان الذي نجت فيه من الغرق. وشيد  على قبرها  قبة مع أخواتها وكتب على ضريحها هنا ترقد ”ماما بينات” مع رفيقاتها المتدينات اللواتي نجون من غرق باخرة ”البنال”.

وقد بني  قبرها سنة  1936 ثم هدمه الزلزال الذي ضرب المنطقة سنة 1954 وقد تم إعادة بناء القبر  وتؤكد جل الروايات أن ”الأم بينات” ماتت مسلمة، ربما هذا ما جعل الأهالي يطلقون عليها اسم الأم بدل الأخت التي يطلقها النصارى على الراهبات.

وهناك روايات أخرى تقول إنها ماتت على ديانتها المسيحية وهذا حسب رسالتها التي كتبتها الى رجل كنيسة تولورا، حيث جاء فيها ”إن أهل بني حواء وعدوها بالمساعدة للعودة”. يبقى ضريح ”ماما بينات” شاهدا على آثار مدينة بني حواء الساحلية.  

السفارة الهولندية ترمم قبرها في سنة 2008

ويمكن ان يكون هدا المعلم التاريخي الاثاري قطبا سياحيا بالمنطقة ادا تم استغلاله على احسن مايرام وحسب بعض المصادر فانه تم ترميم الضريح من طرف السفارة الهولندية في سنة 2008 ورصد له مبلغ مالي قدر ب 70 مليون سنتيم حيث زين مدخل الضريح بالوان مزركش بمادة السيراميك التي نجدها في بنايات القصبة العريقةوبين الحقيقة والخيال يبقى ضريح ماما بينات مزال يستقبل في كل موسم سياحي الالاف السياح القادمين من مختلف جهات الوطن وحتى من الخارج ويمكن للزائر من خلال كل ذالك ان ستمتع بزرقةالبحر حيث تلتقي بلاخضرارالغابوي في صورة رائعة رسمتها قدرة الخالق.

إعداد : الطيب مكراز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *