مع تزايد ظاهرة اللجوء إلى الرقية الشرعية في مجتمعنا ، يقع الكثير من الضحايا في يد بعض المنتحلين لهذه الممارسة من قبل أشخاص لا كفاءة لهم ، ولا إتصال لهم بالعلم الشرعي .
كما أن عدة ضحايا كانوا محل مساومات غير أخلاقية ، غير أن عدة موانع جعلتهم يكتمون تلك الفضائح ، وإبتعادهم نهائيا عن اللجوء لبعض الدكاكين التي تمارس فيها هذه الطقوس.
بين الرقية الشرعية والشعوذة الشيطانية
يشهد المجتمع الجزائري عدة ظواهر أفسدت الحياة الاجتماعية للفرد و الأسرة و حتى الكيان الانساني ، ان بروز ظاهرة الرقية بلباس شيطاني لأشحاص يمتهنون حرفة الشعوذة بأساليب خبيثة و بايحاءات شيطانية في بلادنا نتيجة البعد عن الكتاب و السنة النبوية المباركة ، أفرز اختلالات نفسية و ايمانية .
الذهاب الى الرقاة من قبل فئة اجتماعية له بعد إجتماعي في الكثير و السياسي في الأكثر و التفكك الاسري في الأصل ، مقترفوا هذ الحرفة و رغم طهارتها من الجانب الرعي و المحببة لدرى الكثير الا ان معظم الناس تغيب عنهم ثقافة الرقية الشرعية.
نتعجب عند سماعنا مشاهد لقناة تلفزية يتصل بالشيخ يشكو حال أحد المرضى ،ذهب الى أحد أشباه الرقاة و كيفى قام باستعمال الخيط الكهربائي في معالجة مرضاه و اذا بالشيخ يجيب بسرعة البرق هذا ليس براقي و انما مجرم في ثوب راقي ! ليطرح السؤال : كم من راقي يمارس الشعوذة باسم الرقية ؟! و هل هناك قوانين ردعية تحمي المقبل على الرقية و تعاقب من يخل بظوابطها؟!
المجتمع عرف هذه الظاهرة الشعوذة منذ القديم لكن حاربها الاسلام كفساد أخلاقي و جعل الرقية مباحة لكل مسلم يحسن قراءة أيات من كتاب الله ، ليشجع الأمة على حفظ القرأن الكريم.
الفئات التي تذهب للرقية و الى المشعوذيين لا تقتصر فقط على الأميين و بدون مستوى، فرواد تلك الأماكن لهم مستوى راقي و شهادات عليا و كذا شخصيات سياسية للظفر بترتيب حسن في قائمة الترشيحات كما هو الحال ببلادنا فتكونت العصابة و تكون معها الفساد الأخلاقي و المالي و حتى السياسي!
لمحاربة ظاهرة الرقية غير الشرعية و حتى الشرعية منها لابد من قوانين حمائية للمقبل عليها و لممارسيها بصفة رسمية و محاربة ظاهرة الشعوذة في جميع الأماكن و الغير مرخصة حتى التي لا تدين بالاسلام!
بقلم الأستاذ : أمحمدي بوزينة عبد الله

