التضارب في تصريحات المسؤولين الأخيرة أكبر دليل على ضعف وهشاشة المنظومة الصحية ببلادنا، وفشل وعجز وعدم فعالية مصالح الرقابة والوقاية محليا. ففي الوقت الذي كان يجدر فيه بوزارة الصحة اتخاذ قرارات احترازية، طارئة وحكيمة عن حقيقة ما يتردد عن انتشار هذا الوباء، بعد أكثر من نحو عشرين سنة من القضاء عليه، تفاجئنا بتصريحات ارتجالية ومتضاربة بشأن مصدر الوباء، تناقلتها وسائل الإعلام بشتى منابرها بطريقة أسهمت كثيرا في بث الرعب في وسط العائلات الجزائرية.
ففي الوقت الذي كشفت فيه فضائية جزائرية خاصة أن المدير العام للوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جمال فورار، قال “إن منبع “سيدي الكبير” المتواجد بحمر العين بولاية تيبازة هو السبب الرئيسي في تفشي وباء الكوليرا”، أكد نفس المسؤول لجريدة وطنية أن داء الكوليرا مصدره بلدية عين بسام في ولاية البويرة وتم نقله من طرف عائلة من البلدية سافرت إلى ولاية البليدة، والعائلات التي التقطت الفيروس في هذه الأخيرة كانت في زيارة البويرة التي سجلت فيها أولى حالات الوباء منذ أزيد من أسبوعين، فمن نصدق يا ترى؟
وأي تيه وتخبط تعيش فيه وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في مواجهة وباء صنفته المنظمة العالمية للصحة في قائمة الأمراض المنقرضة ومع ذلك لا يزال يهدد حياة الآلاف من الجزائريين؟
سمير تملولت – صحفي