أصدرت المؤسسة الجزائرية لحقوق الإنسان بياناً قوياً تنتقد فيه التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي، معتبرة إياها تجاوزاً خطيراً وتدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية للجزائر.
وأكدت المؤسسة في بيانها أن الجزائر، التي دفعت ثمناً باهظاً خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية وعانت من أبشع الانتهاكات، لن تقبل اليوم بأي محاولات للمساس بسيادتها أو كرامتها. وشددت على أن الشعب الجزائري الذي ناضل من أجل حريته واستقلاله، يرفض تلقي دروس في مجال حقوق الإنسان والحريات من أي طرف كان.
وفي سياق متصل، اعتبرت هيئة التضامن بالمؤسسة أن مثل هذه التصريحات تتنافى مع قواعد العلاقات الدولية المبنية على الاحترام المتبادل، مستغربة صدور مثل هذه التصرفات من رئيس دولة تدّعي احترام القوانين والأعراف الدولية. ورأت المؤسسة أن هذه المحاولات البائسة لن تنجح في النيل من سمعة الجزائر أمام المجتمع الدولي.
وخلص البيان إلى التأكيد على أن الجزائر، بلد الثوار والأحرار، لن تقبل بأي شكل من أشكال الابتزاز أو المساومة، وستظل متمسكة بسيادتها واستقلال قرارها. ودعت المؤسسة فرنسا إلى مراجعة مواقفها واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
هذا الموقف القوي يعكس رفض المؤسسة الجزائرية لحقوق الإنسان، وكذلك المجتمع المدني الجزائري، لأي محاولات خارجية للتأثير على القرار الوطني المستقل أو المساس بالسيادة الوطنية، مؤكدة أن الجزائر ماضية في طريقها نحو تعزيز حقوق الإنسان والحريات وفق رؤيتها الخاصة النابعة من قيمها وثوابتها الوطنية.