في الذكرى الأولى لوفاته .. قصة الراحل عزالدين الشلفي : “عاش فقيرا .. ومات كبيرا”

تمر الذكرى الأولى لوفاة  ، الشاب عز الدين الشلفي ، عن عمر ناهز 44 سنة ، بمستشفى “الأختان باج” في حي بن سونة بولاية الشلف على إثر وعكة صحية ألزمته سرير المستشفى بعد نقله من مسكنه في سيارة إسعاف للمستشفى أين بقي لساعات قبل أن يفارق الحياة متأثرا بجلطة دماغية حسب ما أفاد به تقرير الطب الشرعي آنذاك.
عاش عابد بن عودة وهو الإسم الحقيقي للشاب عزالدين حياة البسطاء ، بل وسماها مقربون منهم بمعيشة الفقراء كونه ملتزم جدا بتقاليد الأسرة الشلفية وما تمليه القواعد البدوية ، حيث تزوج في سن الـ 16 سنة ليصبح بعد سنوات أبا لـ 6 أطفال 5 أولاد وبنت ، مسيرته المهنية ككل أبناء المنطقة في سنه كانت تتلخص بين العمل في المزارع ، الأسواق حيث كان يحصل قوت يوميه بسواعده .
بروز صوته كان مميزا في بداياته بين عشيرته وأصدقائه قبل أن يُدفع به لتسجيل أول أغنية سنة 2000 لتتوالى بعدها الألبومات الغنائية المتنوعة ، حيث ألهبت السوق حينها خاصة وأن الراحل كان بسيطا جدا في تدويل الكلمات الشعبية ونقل هموم شريحة واسعة من الشباب .
أعتبر حينها إبن ولاية الشلف ، من المقربين بالشباب وإنعكس ذلك على حياته الفنية والشخصية وهو ما تجلى في أغانيه السياسية والإجتماعية ، حيث سبق وأن أمضى فترة عقابية في السجن بسبب تهجّمه على شخصيات نافذة في إحدى هذه الأغاني ، قبل أن يتم الإفراج عنه بموجب عفو رئاسي.

شوف الحقرة شوف غناها إنتصارا لقضية “بلخياطي”
بعد أن ذاع صيته أصبح عزالدين ملجأ الكثيرين للتعبير عن أرائهم ، إهتمماتهم وحتى مشاكلهم وهو ما كان ينقله عزالدين في ألبوماته التي كانت تزلزل السوق حينها ، غير أن أغنية “شوف الحقرة شوف” التي قرر إطلاقها بعد تأثر بالفنان محمد بلخياطي الذي حكم عليه هو الآخر بعقوبة سالبة للحرية ، ولأن عزالدين من المقربين من الشيخ بلخياطي تأثر جدا ، ما جعله يطلق الأغنية رغم ما كان يعلمه من المخاطر التي ستلحقه .
عزالدين قرر التوبة قبل 3 سنوات على الأقل ..‼
إلتزم الشاب عزالدين لسنوات مسكنه وبقي بعيدا عن الأضواء وكان الأخير وفق ما علمته “ صوت الشلف” عن مقربين منه قريبا من تطليق الغناء نهائيا ، بعد حادثة وقعت له جعلته يراجع الكثير من القرارات والمسيرة الفنية ، وذلك مرده في لسهرة كان يحييها في العاصمة حيث أصيب حينها بوعكة صحية وهو بصدد تأدية أغانية ليجد نفسه وحيدا بالمستشفى ، ونقل المرحوم عزالدين أولى قرارته لمقربين منه فقال : “لن أرضى أن تنتهي حياتي في ظروف لا ترضي الله ” .. يضيف : “ماذا سيقال عني إذا مت وأن أغني .. كيف ستعامل أبنائي مع الحادثة لا قدر الله “.
هكذا كان يسدد ديون فقراء قريته
معلوم لدى العام والخاص تمسك الشاب عزالدين بقريته “الشقة” التي تربى فيها على يد الحاجة خيرة ، حيث ردد إسم “الشقة” في عديد المقاطع الغنائية ، وكان يقول دوما أنه لا يستطيع مفارقتها بل وأن كل الولايات وحتى الدول الأروبية لا يمكن أن تضاهي بساطة قريته وجلسته مع مواطنيه في جلسة ترابية ، لينهض بعدها الجميع وينفضون الغبار من ثيابهم -على حد تعبير – الراحل .
وقد كان عزالدين يقاسم جيرانه حياتهم همومهم وأفراحهم ، ونقل مقربون منه ، أن الفنان عزالدين في إحدى المرات توجه لدكان القرية وتصفح سجل الديون المترتبة على الأسر المعوزة قصد تسويتها جميعا في جو من السرية والكتمان .
شهرته في بساطته
بعد بروزه محليا ، وطنيا وحتى دوليا تلقى محبوب الشلفاوة الكثير من العروض للهجرة وأخرى إمتيازات مادية ، غير أن عزالدين لم يلق لها إهتماما و واصل مسيرته بعفوية وبساطة رفضا الولوج في عالم المال والأعمال معتبرا نفسه إبن الدوار ولا يحق له أن يهجر معالم “البداوة” التي تغنى بها وجعلته محل إهتمام أكثر لبساطته .
صوت الشلف• جريدة إلكترونية محلية

لا تعليقات بعد على “في الذكرى الأولى لوفاته .. قصة الراحل عزالدين الشلفي : “عاش فقيرا .. ومات كبيرا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *