الصمت ليس حكمة

الصمت ليس حكمة

قول الحق قد يكلف غاليا في بعض الأحيان ، إلا أن مواقف التاريخ تبقى مسجلة لصاحبها فلا تتكرر المشاهد الانسانية أحيانا .

فتكون الفرصة التي أتيحت لأن تعبر عن موقف أو قرار ، بمثابة نتاج مسيرة فكرية لمن يبحث أن يبصم على مواقفه .

وقد خلفت الأوضاع التي تعيشها غزة فلسطين هذه الأيام الصورة النمطية التي دأبت عليها الشعوب العربية من مواقف حكامها.

فليت أنها بقيت تحافظ على صمتها بدعوى “الحكمة” ، بل تجردت لأن تطلب الانسانية من مخالب “الوحشية”.

فهل يعقل أن تتعاطى اسرائيل مع دعوات عربية و مبادرات وُلدت ميته في اجتماعات تنتهي مثلما بدأت.

أن تسمع مطالب فتح ممرات انسانية من أفواه حكام دول عربية ، يُخول إليك بأن القضية لا تعني النخوة العربية الاسلامية .

ومما يزيد المأساة ألماً صمت دعاة صدعوا رؤوسنا في محافل عدة بجزئيات دينية والتزموا سراديبهم حيال جرائم اليهودية .

اسرائيل التي يُذيقها أبناء غزة الويل رغم الحصار و التهجير ، إلا أن حمل لواء الدفاع عن الوطن و المقدسات لايمكن أن تقف أمامه القوى المادية ، أمام عزم متسلح بإرادة إلاهية.

لم يكن أقرب المتفائلين أن يرى ما حققته المقاومة حاليا من انجازات على الأرض رغم التضييق العربي عليها و محاولات الوأد بتجريدها من السلاح مقابل اغراءات “سياسوية” وممن عبثت بهم عناكب التطبيع الصهيونية .

أقول بأن ما تعيشه فلسطين هذه الأيام في معركة طوفان الأقصى يجعلنا أن نقول بأن الصمت غير حكمة ويستدعي من الكل أن يقول كلمته حسب موقعه داعماً لقضية موقف تصونه الشرائع السماوية و القوانين الوضعية.

محمد دايخي – صحفي و ناشط حقوقي.

لا تعليقات بعد على “الصمت ليس حكمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *