سياسة يحكمها التاريخ….؟

سياسة يحكمها التاريخ….؟

قلنا سابقا في هذا العمود أن السياسة التي يحكمها التاريخ وتستند إليه لا يمكن تحويلها عن خطها الأساس .

و لا يمكن احتوائها بمجرد تلفيق اتهامات لا تستند إلى رصيد الواقع ، ولا إلى حقيقة المنطق، قلنا أننا نملك من التاريخ الجهادي و في أيام المحن الكبرى ما لا يملكه شعب آخر.

و من قال من المؤرخين الصادقين أن ثورة الجزائر غيرت وجه التاريخ لم يكن إلا معبرا عن حقيقة هي أشبه بالمسلمات، هذا الإرث بكل تشعبانه و أطيافه هو الذي جعل السياسة الجزائرية في إناء الحكمة أو ما يشبهها .

فالجزائر رغم العلاقات التي تربطها بليبيا ، و رغم الموقف التاريخي الذي وقفته ليبيا مع الجزائر أيام تأميم المحروقات تعترف بفضل الرجال و بفضل الشعوب.

و لذلك لم تتدخل منذ البداية، لا في مصرولا في ليبيا لانها رفضت و تحت أي ظرف أي تدخل أجنبي في ليبيا ، و أعدت العدة لذلك خلافا لمجلس التحالف الخليجي الذي طلب من الغرب فرض حضرجوي عليها قصد تدميرها كما دمروا العراق من قبل.

إنهم أهل النسيان وأهل المفبركات الإعلامية، وللمشاهد أن ينظر سموم قناة الأمراء العربية و غيرهما.

لقد تعلمنا الصدق من الثورة و رجالها و من المحن و أوزارها و بالتالي لا نحتاج إلى من يكذب علينا لا من جماعة المخزن ولا من أرض التائهين في أموال الشعب.

و الشعب ضائع ، في الخليج ..لا نحتاج إلى من يحاول إعلاميا أن ينظرزورا و بهتانا بأن في الجزائر مجموعات تطالب بالفوضى الخلاقة .

نعم للجزائرمشاكل مثل كل دول الأرض لكنها مشاكل تزول تدريجيا والحكمة في التدرج وقد شهد العالم كله التحضرالذي كان عليه الحراك الجزائري والحماية للسلمية للجيش الوطني الشعبي له ثنائية ابهرت العالم .

وعليه ان يتعلم منها كيف تصان الارواح وتقاد الامم والشعوب ،وإذا كانت فرنسا تخيط لنا بدسائسها عبر مشكل الصحراء الغربية فنحن لسنا بلهاء إلى درجة أن ننتظر نصائح من كانوا بالأمس أشد الأعداء لنا،

لقد انتهى عصر الوصاية السياسية على الجزائر بعد أن سددت ديونها لصندوق الاستعمار الدولي قبل الأوان لأنها تدرك أن خيوط الاستعمار تمتد عبرهذا الصندوق وأن لفرنسا فيه أصابع كثيرة.

نعم ، نحن نرفض منطق التدخل الأجنبي في أي دولة حتى ولو كانت فرنسا ذاتها لأننا بالتاريخ صنعنا وجهنا الحضاري و بالدماء بنينا أرضنا ،

و بالتماسك الأخلاقي والإنساني حصنا أنفسنا فلا “ماكرون” ينصحنا ولا الملوك لهم فينا ما أصابهم بل أصابهم ما أصاب سياستهم.

محمد لواتي – كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *