مسؤولو الكريمية بالشلف يفشلون في الحفاظ على الفضاء الأخضر

يدفع سكان بلدية الكريمية بالشلف ، فاتورة إنعدام ثقافة الحفاظ على المحيط البيئي عند بعض المواطنين ، و فشل المسؤولين و المنتخبين الذين تعاقبوا على كراسي المسؤولية على مستوى البلدية و الدائرة بالكريمية ، في الحفاظ على الفضاء الأخضر بالوادي الذي كانت تزخر به المنطقة بالجهة الشمالية لمدينة الكريمية ، و الذي طاله أيادي الإهمال و التسيب و تحول إلى مفرغة عشوائية ، بعد أن كان يستقطب المئات من الشباب لممارسة الرياضة ، و كذلك العديد من العائلات كانت تحج إلى هذا المكان الهادئ المليئ بأشجار الكاليبتوس ، يمتد عمرها لعشرات السنين ، غرست أثناء الحقبة الإستعمارية على طول الوادي الرابط بين حي سيدي علي عيشون بالكريمية و بلدية وادي الفضة على طول حوالي 15 كلم ، حيث كانت عائلات كثيرة تأتي من مختلف بلديات الولاية و خارجها إلى هذا الفضاء الأخضر هروبا من ضجيج المدن و بحثا عن التنزه و إستنشاق الهواء العليل و الجلوس لساعات طويلة تحت ظلال أشجار الكاليبتوس الشاهقة .
تحول هذا الفضاء إلى مفرغة عشوائية ، و أصبح مصدر إنبعاث الروائح الكريهة ، و أخطار الحيوانات الضالة و الحشرات الضارة التي وجدت الفضاء الملائم للتكاثر و الإنتشار و نقل الأمراض و الأوبئة الفتاكة ، مهددة الصحة العمومية ، كما أن إستمرار إستغلال هذه المفرغة العشوائية من طرف مصالح البلدية و المواطنين ، ساهم في القضاء على المئات من أشجار الكاليبتوس نتيجة عمليات الحرق العشوائي للنفايات و إنتقال النيران إلى أغصان و جذور هذه الأشجار لتتحول إلى رماد ، دون تحرك السلطات المعنية لوضع حد لهذه الجريمة في حق الثروة الغابية .
و لم يسلم سكان مدينة الكريمية من الأضرار التي تسببها لهم هذه المفرغة العشوائية من روائح كريهة ، و تخوفهم من الأمراض الخطيرة التي قد تنقلها لهم الحشرات الضارة و الحيوانات الضالة ، ليجدوا أنفسهم أمام حتمية تحمل الدخان الكثيف الناجم على حرق النفابات بالمفرغة العشوائية ، و الذي يصل حتى إلى غرفهم ، و يجبرهم على غلق النوافذ و الأبواب و حبس أنفسهم بين جدران البيت على مدار أشهر السنة ، لتبقى معاناة هؤلاء السكان قائمة دون تحرك المسؤولين المحليين ، و بالأخص الرضع و النساء و كبار السن و المرضى المضطرون للمكوث في بيوتهم و إستنشاق الهواء الملوث بالغازات السامة التي يحملها الدخان المنبعث من حرق النفايات .
محمد.ز
صوت الشلف• جريدة إلكترونية محلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *