بعد الكوفيد 19 : “صراع النقابات بين الشرعية و المصداقية “

بعد الكوفيد 19 : “صراع النقابات بين الشرعية و المصداقية “
الكوفيد 19 ليس فيروس عادي مس الصحة العمومية بانتشاره كوباء عالمي و لكنه اخلط الكثير من الأوراق في جميع المجالات .
يُنتَظَر تغيير جذري في نماذج المجتمعات الكثير من الفاعلين و الفاعلات في المجتمع المدني و الكثير من النقابيين منذ بداية الجائحة و هم يلوحون إلى ذلك فالنضال من اجل القضاء على الفقر و التهميش و العنصرية و عدم المساواة سيتطلب آليات و طرق جديدة يجب إعادة ابتكارها .
اليوم و إستعجاليا على الجميع التفكير في ما بعد الكوفيد19 أين سيتموقع؟
الأزمة الأولى التي تلاقيها النقابات هي إعادة ترتيب أجنداتها لأنها ستدخل إلى عالم جديد و يجب أن لا تكرر نفس الممارسات و نفس الأداء كما في عالم ما قبل الكوفيد19 .
في زمن الكوفيد 19غابت عن الساحات الصراعات النقابية ضد الحكومات و ضد أصحاب العمل بالرغم من سياسات التقشف و بالمقابل تصاعدت بعض الصراعات النقابية الداخلية أمام وضع جديد و فكر جديد حتى أرصدتها النضالية التاريخية لم تعد كافية لحلحلة المشاكل المستحدثة.
الكثير من القيادات النقابية انتقلت في السنوات الأخيرة من عند أصحاب الأيادي الخشنة الملوثة بالعمل إلى أصحاب ياقات بيضاء و أيادي ناعمة و فاقت امتيازاتها امتيازات بعض الوزراء فهي تواجه اليوم انهيار تلك الحصون و القلاع الحصينة لان التقشف لا محال منه و لان الأوضاع و السلوكات تغيرت .العمال في حاجة إلى استدراك المفاهيم الجديدة و الأوضاع الجديدة و على القيادات النقابية العودة إلى المنبع للتشبع بالقيم النضالية و بناء استراتيجيات جديدة لغدا القريب.
بداية الخطاب النقابي في زمن كوفيد19 أصبح لغة خشب أسوء من الخطاب السياسي الفاسد، العمال ينتظرون من نقابتهم رسائل قوية للشعور بالاطمئنان و الثقة من اجل عمل امن لسلامتهم و سلامة عائلاتهم لعدو مجهول لا يرى .
ملايين العمال اليوم مسرحين إلى البطالة ، ألاف المصانع عبر العالم أغلقت عالم الشغل في أزمة حقيقة بداية بإعادة تعريف المفاهيم التي كان للكوفيد و الحجر الصحي دور في إعادة بناءها.
على العمال عبر العالم استرجاع قوة نقاباتهم و إعادة بعث الروح النقابية المبنية على التضامن و الاتحاد و حامل الرسالة النقابية بجدية للحفاظ على المكتسبات الاجتماعية وللقضاء على الإقصاء و التهميش و الجلوس الى طاولة الحوار بكل ثقة و لمنع تكميم أصواتهم لأنهم من طبقة ضعيفة فتخنق أصواتهم في مهدها و معها تخنق مصالح عائلاتهم فمصلحتهم في قوة نقاباتهم .
نحن كعمال في حاجة إلى ثورة اجتماعية حقيقية لنستعيد حقوقنا فنحن الأيادي الصانعة للثروة ، فكيف للثروة أن تخنق أصواتنا؟.
النقابات عبر العالم اليوم مدعوة إلى تحمل مسؤوليات غير كلاسيكية اليوم هي في المواجهة و الصف الأمامي لمواجهة النظام العالمي بعد كوفيد19 فشرعيتها و مصداقيتها على محك خطير.منظمة العمل الدولية تصرح بان هناك300مليون منصب عمل سيلغى نهاية هذا السداسي طاولة الحوارات لن تكون متكافئة في ظل الانكماش الاقتصادي، و كل المكتسبات الاجتماعية صارت مهددة حتى النقابات في حد ذاتها .و حسب اوكسفام 500 مليون شخص سينزل تحت مستوى الفقر.حتى أهداف التنمية المستدامة و العمل على تجسيدها تراجع العمل عليها لان كوفيد 19 أوقف دواليب التنمية .فعلى النقابات أن تتبنى المرونة لكي تتفكك و تتشكل كقوة طرح و تغيير كحماية للعمال و العمل وكممثل تاريخي شرعي .
سعاد شريط

صوت الشلف• جريدة إلكترونية محلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *