الديمقراطية التشاركية .. في البلدية ؟!

كثيرا ما نندد كمواطنين بغلق أبواب الحوار والإقصاء الممنهج من قبل رؤساء بلدياتنا وممثلينا في المجالس البلدية، ونعيب عليهم انفرادهم بالقرارات، ونشكو تفشي البيروقراطية، وغياب الشفافية الإدارية والهوة الكبيرة بيننا وبين الإدارة، والتضييق على حرية الرأي والتعبير. ولكن لو أننا جلسنا إلى أنفسنا وصارحنا ذاتنا في لحظة صدق، وفتشنا في مكامن الخلل قليلا، لوجدنا أن السواد الأعظم منا لا يؤدي واجباته، ولا يعرف حقوقه، وإن عرفها لا يدافع عنها، وإن دافع عنها لا يعرف كيفية تحصيلها.
بغرض تكريس مبدأ الديمقراطية التشاركية على مستوى المجالس المحلية في المنظومة القانونية فإن المشرع الجزائري أكد من خلال قانون البلدية لسنة 2011، على وجوب علنية جلسات المجلس الشعبي البلدي من خلال المادة 26، التي تنص على حق مواطني البلدية في حضور مداولات المجلس الشعبي البلدي، بل أكثر من ذلك وسعت حضور مداولات المجلس إلى المواطنين من خارج البلدية، شريطة أن يكونوا معنيين بموضوع المداولة. وسعيا منه للتأكيد على وجوب إعلام المواطنين وإطلاعهم على الأعمال القانونية للبلدية، فقد أوجب المشرع من خلال المادة 30 من قانون البلدية، تعليق مداولات المجلس البلدي بعد 08 أيام من دخولها حيز التنفيذ في الأماكن المخصصة للملصقات، كما سمح بنشرها في كل وسائل الإعلام الأخرى. وقد جاءت المادة 14 من القانون ذاته، لتسمح لكل شخص بالإطلاع على مستخرجات المجلس الشعبي البلدي وكذا القرارات البلدية، كما يمكن لكل شخص ذي مصلحة الحصول على نسخة منها على نفقته.
ولتجسيد المبدأ التشاركي، أتاح المشرع الجزائري، مجموعة من الآليات تهدف إلى إشراك المواطنين ومساهمتهم في عمل المجلس الشعبي البلدي، ومتابعة المشاريع التنموية، كإمكانية مشاركة المواطنين في أشغال اللجان البلدية، وكذا إشراك الجمعيات في مجال تسيير المدن والتهيئة والتعمير والبيئة، وغيرها من الآليات التي وجدت من أجل تحقيق الغاية ذاتها.
فمتى ندرك أن إلمامنا بالقدر الكافي من الثقافة القانونية يجعلنا نتصرف بشكل صحيح فيما يتعلق بتحصيل حقوقنا وأداء واجباتنا ؟
وهل نعلم أن مسؤوليتنا كمواطنين لا تتوقف عن الإدلاء بأصواتنا في الانتخابات، بل تتعداها إلى المشاركة الفعلية والمستمرة، بصفة مباشرة أو عن طريق مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني في تسيير شؤون البلدية وتشديد الرقابة عليها والمساهمة في صنع واتخاذ القرارات الهامة وإقرار المشاريع المصيرية ؟
بقلم: سمير تملولت

صوت الشلف• جريدة إلكترونية محلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *