تجربة مؤلمة أخوضها لأول مرة بحياتي، انتخابات مجلس الأمة الآن و أخر انتخابات المجلس الشعبي الوطني و انتخابات المحليات التي عشتها كمرشحة للمجلس الشعبي الولائي . وقفت على عمق أزمتنا الحقيقية ، و بقائنا في الحياد سيجعل منا لعبة يعبث بها الفساد.
صمتنا هو سلاح في يد المفسدين الذين يعيثون في حياتنا و أمورها فساد ، أصبحت دعارة بيع و شراء الذمم مقننة.، الرشوة مقننة ، المال الفاسد صار سرطان ينخر في المؤسسات و ينخر في هياكل تمثيل المواطنين بشراء المناصب و استغلالها للوصول إلى السلطة و مصدر القرار للحصول على امتيازات خاصة جدا.
في كل ربوع الولاية حيث ما احل و التقي بالمواطنين الكل يتمنى التغيير الكل له أمل و يتحدث عن ذلك و لكن رفقة هذا الأمل تشعر بمرارة و تشعر بألم و تشعر بكابوس ينمو بالأعماق و تشعر بالضغط المتزايد ، الكل يريد التغيير الكل يكره هذه الممارسات السلبية اللاأخلاقية لكن الكل عاجز عن المواجهة لشعورهم بالعجز…
مؤسسات الشعب صودرت من الشعب اختلست من طرف سرطانات السياسة المتسلقين و تجار الأزمة الذين جعلوا منها منابر للقضاء على الدولة الاجتماعية و يستغلونها للتحصين و لقضاء مصالحهم ،المال الفاسد صادر صوت الشعب . و ما أكد لي ذلك انتخابات مجلس الأمة ، الذين اشتروا المناصب اليوم يبيعون في أصواتهم لمن يدفع أكثر.
إلى زارعي اليأس في نفوس الشباب و قاتلي الأمل في مستقبل النشء أقول لهم أن الفساد كخيط العنكبوت سرعان ما يسقط و يتهاوى. إن كنتم سبب تعفن الممارسة السياسية و إن كنتم بلا أخلاق و بلا ضمير فهذه مشكلتكم الأكيد هو أن عمر حكمكم سيكون قصير جدا لأن أمثال الفاسدين الذين وصلوا الحكم كثيرة في التاريخ الجزائر ليست جمهورية بورقراق …فشعب الحفاة العراة الذي هزم الحلف الأطلسي سيهزمكم أكيد و سيرمي بكم إلى مزبلة النسيان .عندما تتعفن الأمور فإنها تتحلل و تتفكك و تضمحل هذا نتاج طبيعي و ما بني على باطل فهو باطل و كما تقول جدتي رحمها الله .من اتفقوا على غير طاعة الله سيفترقون على لعنة الله …
سعاد شريط
صوت الشلف• جريدة إلكترونية محلية