شهدت سواحل ولاية الشلف نهاية الاسبوع الماضي موجة هجرة سرية غير مسبوقة، حيث حاول ازيد من 145 شابا وعبر 14 قاربا الهجرة الى الضفة الاخرى، غير ان وحدات الدرك الوطني وخفر السواحل تمكنت من احباط اغلبها، في حين نجى 11 شابا من غرق محقق على مقربة من الساحل الاسباني .
لم تكن ليلة الاربعاء الماضي عادية بالمرة، نتيجة الاجراءات الامنية الاستثنائية على طول سواحل الجهة الغربية لولاية الشلف ، هذه الاجراءات تزامنت مع تحسن حالة البحر وتوقع مصالح الدرك وخفر السواحل تنظيم رحلات للهجرة السرية، وحسب مصادر مطلعة فان تشديد الدرك الوطني لعمليات التفتيش في الحواجز ومضاعفة الدوريات الى الشواطئ المتوقع الانطلاق منها، نتج عنه افشال هجرة حوالي 64 شابا عبر6 قوارب حيث لم يتمكنوا من الالتقاء وتجميع عتادهم بأريحية،ويضيف ذات المصدر انه بالإضافة الى 60 شابا الذين فشلوا في الانطلاق، هناك 11 شابا اخرين تعرضوا لسرقة قاربهم في ذات الليلة وبذلك تأجلت مغامرتهم ايضا.
وحدات خفر السواحل بتنس من جهتها تمكنت ليلة الاربعاء الى الخميس من احباط هجرة 42 شخص تتراوح اعمارهم بين 20 الى 40 سنة، انطلقوا عبر 4 قوارب من شواطئ مختلفة بالولاية،مستغلين تحسن حالة البحر، قبل ان يتمكن من ايقافهم في عرض البحرونقلهم الى ميناء تنس لمعاينتهم طبيا و تسليمهم للجهات الامنية.
كل هذه الاجراءات لم تمنع من وصول ازيد من 33 شابا الى الضفة الاخرى عبر 3 قوارب ، قاربان انطلقا من شاطئ “تاميست” ببلدية الظهرة على متنهما حوالي 22 شابا تم التأكد من وصولهم بعد اتصالهم بأهاليهم ، كما تم تداول اشرطة فيديو خاصة بهم في مواقع التواصل الاجتماعي وهم على مقربة من الساحل الاسباني.
غير ان رحلة القارب الثالث الذي انطلق من السواحل الغربية لولاية الشلف كانت خطيرة جدا حيث عاش فيها 11 شابا رعبا حقيقيا بعد ان حاصرتهم الامواج ما ادى الى انقلاب القارب غير بعيد عن الساحل الاسباني و لولا التدخل السريع لخفر السواحل الاسبانية بطائرة مروحية لانقاذهم لحدث الاسوء وهو ماعبر عنه احد الناجين في صفحته على الفايسبوك بالقول” لولا لطف الله لكنا في عداد الموتى”، الحراقة الذين تم انقاذهم قدمت لهم اسعافات اولية قبل ان تقرر السلطات الاسبانية الافراج عنهم.
تجدر الاشارة ان ظاهرة الحرقة بعد ان شهدت تراجعا ملحوظا في السنوات الماضية عادت مجددا نهاية سنة 2017 ، لتبلغ ذروتها في الايام القليلة الماضية، ولاشك ان محاربة هذه الظاهرة لن يكون مجديا بتفعيل الجانب الرقابي و الردعي فقط، انما يحتاج لتنظيم حملات توعية، بالتزامن مع دفع عجلة التنمية وتوفير منصب الشغل خاصة في البلديات والمناطق الفقيرة التي يعيش شبابها احباطا رهيبا.
رمالي جمال