أصدر مكتب الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بالشلف تقريرا تناول فيه الرهان الذي توليه الدولة من أجل توفير خدمة النقل المدرسي ، خاصة مع الهالة الإعلامية التي صارت تصاحب كل دخول مدرسي أو تعديل يمس المنهج التربوي ، و التصنيفات العالمية التي تظهر دائما هبوطا حادا في مستوى التعليم في الجزائر ، ليطرح التساؤل حول مدى التكفل بالتلميذ و تهيئة ظروف التمدرس و ضمان بيئة مقبولة تمكن التلميذ من تحصيل علمي ، في وقت يظهر فيه الواقع أن الدولة عجزت عن حل أزمة النقل المدرسي و لم تستطع تلبية حاجيات النقل لتلاميذ القرى و المناطق النائية في جميع الأطوار التعليمية.
و أشارت الرابطة أن حافلات النقل المدرسي سواء الممنوحة من طرف وزارة التضامن الوطني أو وزارة الداخلية و الجماعات المحلية لم تصل بعد إلى مستوى يضمن تغطية شاملة لتنقل تلاميذ المناطق الريفية و النائية ، و أن الإحصائيات التي تنشرها السلطات المعنية تفتقد لكثير من المصداقية ، كما أن المعايير التي يتم بموجبها توزيع الحافلات على البلديات صارت غير معلومة ، ما يفتح المجال لتغلغل المحاباة و البيروقراطية و الوساطة في الظفر بحافلات النقل المدرسي .
لتؤكد أن معظم بلديات ولاية الشلف عجزت عن القضاء على أزمة النقل المدرسي رغم التنسيق مع وزارة التضامن بخصوص هذا الأمر ، و أمام هذا الوضع فإن المجالس البلدية المنتخبة صارت تخصص مبالغ مالية مهمة من ميزانية البلدية تتعلق بتأجير حافلات من متعاملين خواص عبر اتفاقية مبرمة وهو ما وقفت عليه الرابطة ميدانيا في بلديات تلعصة ، أبو الحسن ، المرسى ، سيدي عبد الرحمان و سيدي عكاشة ، في إنتظار الاستفادة من كوطة من حافلات وزارة التضامن الوطني التي طال انتظارها .
و لعل أهم ما وقفت عليه الرابطة هو حالة الاهتراء و عدم الجاهزية و كثرة الأعطاب التي صارت تعرفها حافلات التضامن الوطني ، ما يؤدي إلى إمكانية وقوع حوادث من جهة ، و تأخر وصولها أو غيابها من جهة أخرى ، لينتقل المشكل من ضمان حياة دراسية مريحة إلى وضع حياة التلميذ في خطر ، كما أن سائقي هذه المركبات على اعتبار أنهم عمال على مستوى البلديات ، فإنهم لا يخضعون لشروط انتقاء صارمة المهنية منها أو النفسية ، لأن الأمر يتعلق بضمان نقل مريح و آمن للتلاميذ ، كما أن التلاميذ صاروا أمام مشهد متكرر و هو التخلف عن الوصول في الموعد المحدد و حالة التدافع الدائم بينهم من اجل الظفر بمكان في الحافلة .
و طالبت الرابطة في تقريرها ضرورة أن تتدخل الدولة لإيجاد بيئة تمكن التلميذ من الدراسة ، خاصة ان أزمة المناهج المعدلة و قضية اكتظاظ الاقسام و رداءة وجبات المطاعم المدرسية صارت تلقي بظلالها مع كل دخول مدرسي ، كما أنه بات من الضروري ضمان وصول تلاميذ المناطق النائية الى مؤسساتهم التربـوية ، أو بناء مؤسسـات في مناطق سكناهم في ظل عجز العائلات على توفير المصاريف اليومية لأبنائهم مع ارتفاع أسعار النقل غير المدروسة .
للإشارة ، فقد أعلنت الدولة في وقت قريب سابق أنها بصدد توفير 3500 حافلة للنقل المدرسي لفائدة التلاميذ للتكفل الأمثل بتنقلهم ، بقيمة 25 مليار دينار ، و سيتم تسليم 2000 حافلة قبل نهاية عام 2018 ، على أن توزع 1500 حافلة العام المقبل .
يونس . ب